أحمد الحداد
أحمد الحداد، صاحب الرؤية وراء نجاح المجمعات الصناعية والمناطق الاقتصادية المتخصصة التابعة لدي بي ورلد، مُمَّكن التجارة الذكية

منذ تأسيسها عام 2005، تجمع دي بي ورلد الإمارات تحت مظلتها، نخبة من الكفاءات والقادة ممن يمتلكون رؤية مستقبلية، وأسهمت قصص النجاح العديدة التي سطرها الموظفون في مختلف القطاعات، في نمو وتطور المؤسسة على مر السنين، وأصبحت المساهمات القيمة للموظفين، الذين يشكلون جزءًا لا يتجزأ من الشركة، قوة دافعة للمؤسسة. وبلا شك، فإن رحلتي في مدي بي ورلد الإمارات تُعد واحدة من قصص النجاح هذه.
كانت البداية عام 2006، بعد تخرجي من كلية إدارة الأعمال في جامعة نافارا
خلال السنوات الماضية، تطورت التكنولوجيا بوتيرة متسارعة،
أعتبر رحلتي في دي بي ورلد الإمارات بمثابة رحلة تعلّم. ومن أهم الأمور التي ساعدتني في الترقي خلال مسيرتي المهنية، أولاً: الدعم الذي تلقيته من زملائي، وثانيًا، اعتقادي أن البدء من أسفل السلم يمنحك منظورًا جديدًا تمامًا، فقد ساعدني العمل عن كثب مع كل إدارة/ ومراقبة أسس العمليات داخل دي بي ورلد الإمارات، في رسم مساري المهني حتى أصبحت المدير التنفيذي للعمليات في المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا).
الإسهام في نمو جافزا
كواحدة من المناطق الحرة الرائدة على مستوى المنطقة، توفر جافزا فرصًا غير محدودة، وتعد المنطقة الحرة اليوم محركًا رئيسًا للنمو في اقتصاد دبي، وأكبر منصة للاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 23.9% من إجمالي تدفقات الاستثمار المباشر إلى دبي. ونظرًا لأهمية جافزا، ليس لمحفظة دي بي ورلد فحسب، وإنما كأحد إنجازات دبي ودولة الإمارات، فإننا نعمل باستمرار للحفاظ على بيئة أعمال تنافسية داخل المنطقة الحرة.
تتضمن مهام عملي بصفتي المدير التنفيذي للعمليات، وضع الرؤية الخاصة بالمجمعات الصناعية والمناطق الأخرى التابعة لجافزا ودي بي ورلد، بما في ذلك مجمع الصناعات الوطنية، ومنطقة دبي للسيارات، ومواءمتها مع الاستراتيجية العامة دي بي ورلد. ولضمان مواصلة ازدهار اقتصاد دولة الإمارات، يتعين علينا تنفيذ العديد من المبادرات لاستقطاب العملاء، وتعزيز النمو، واجتذاب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دبي عبر كل منطقة، فهدفي هو تشجيع الشركات العالمية على إنشاء قواعد لها في دبي، واستخدام إمكانات سلسلة الإمداد والتوريد الخاصة دي بي ورلد للتواصل مع العالم.
أصبحت جافزا اليوم مركزًا حيويًا للتجارة والخدمات اللوجستية وأحد أكبر مجتمعات الأعمال في المنطقة، حيث تحتضن أكثر من 8,700 شركة من 140 دولة حول العالم، وتوفر المناطق الصناعية والتجارية واللوجستية المتخصصة فرص نمو غير مسبوقة، ووصولاً مباشرًا إلى أسواق تضم ما يزيد على 3.5 مليارات مستهلك في مختلف القطاعات، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. ومن العوامل التي أسهمت في استقطاب المنطقة الحرة للشركات العالمية؛ موقعها الاستراتيجي بالقرب من ميناء جبل علي، الميناء الأكبر في المنطقة، والتواصل متعدد الأنماط الذي توفره، إضافة إلى قربها من مطار آل مكتوم الدولي، وخط سكك حديد الاتحاد، فضلاً عن الطرق السريعة التي تربط مدن ودول المنطقة. وقد أسهمت خدماتها المتكاملة والمزايا التي توفرها؛ مثل السماح بتملك الأجانب بنسبة 100%، وإمكان الحصول على رخصة مزدوجة تتيح للشركات العمل داخل المنطقة الحرة وخارجها، في أن تتخذ أكثر من 100 شركة من الشركات المدرجة ضمن قائمة "فورتشن 500" مقارًا إقليمية لها في جافزا.
بداية العصر الرقمي
تتكامل هذه الإنجازات مع البنية التحتية الرقمية المتطور في المنطقة الحرة، فمبادرات مثل نظام "طلب التسليم الإلكتروني" ومنصة "زادي" ضمن «دبي التجارية»، النافذة الموحدة للتجارة عبر الحدود، أسهمت في إحداث تحولات كبرى بالنسبة للعديد من الشركات في جافزا. وخلال أقل من عام من إطلاقه، تم تنفيذ أكثر من 52 ألف معاملة بقيمة إجمالية تجاوزت 120 مليون درهم عبر نظام "طلب التسليم الإلكتروني"، كما تعاونت جافزا مع شركة "اتصالات" لمساعدة الشركات على الاستفادة من تقنية الجيل الخامس (5G) لإحداث تحولات كبرى في الطريقة التي تعمل بها. كل ذلك ثمرة تركيزنا على الحاجة إلى الابتكار والرقمنة في المنطقة الحرة. وتتواصل الإنجازات، ومع مرور كل يوم، نعمل بحماس للتأكد من أن المجمعات والمناطق التابعة دي بي ورلد الإمارات، توفر بيئة عالمية المستوى للشركات المحلية والعالمية، مدعومة بحلول تجارية مبتكرة.
في الختام، أود أن أشارككم فكرة أخيرة، وهي أن الأشخاص الذين يمتلكون رؤية يمكنهم البناء، وهؤلاء الذين يبنون يستمرون، هذا مبدأ راسخ أسير عليه طوال مسيرتي المهنية، ففي الوقت الذي أعمل فيه على تقديم خدمات تفيد الوضع الحالي، أتطلع إلى المستقبل بعد عشرين عامًا، ويعيش جميع أعضاء فريقي هذه القيمة كل يوم، فنحن نبني مستقبلاً تكون فيه دبي مركز التجارة والأعمال في العالم.